حثل القرنية هو مجموعة من الأضطرابات الجينية التي تصيب القرنية في معظم الحالات ( وهي الجزء الأمامي من العين حيث تغطي القزحية و الحدقة و عندما تكون خالية من الأمراض فهي أشبه بالزجاج الشفاف). الأمر المطمئن هو أن غالبية هذه الأضطرابات ليس لها مضاعفات على الرؤية و لذا فهي متوسطة الخطورة. على الرغم من ذلك و في حالات أخرى أكثر تعقيد قد يكون علاجها بزراعة للقرنية. الأصابة بحثل القرنية يؤدي بالضرر في واحدة من طبقات القرنية الخمسة. و تتفاوت نسبة الضرر تلك من أضطراب بسيط يؤثر على تماسك الطبقات الى تراكم غير طبيعي لمادة معينة (غالباً ما تكون في الطبقة الوسطى للقرنية) أو يمكن أن يؤثر الضرر على عدد الخلايا التي تغلف القرنية من الداخل. أكثر حالات حثل القرنية تصيب كلتا العينين و يكون تأثيرها تدريجياً و بطيئاً و تنتقل وراثياً.
القرنية تتألف من خمس طبقات:
حثل القرنية تتفاوت أعراضه بحسب نوعه.
أذ يمكن أن يكون من غير أعراض أو يسبب عتامة القرنية نتيجة تراكم مادة ما في القرنية و تؤدي الى فقدان الرؤية أو الرؤية الضبابية. في معظم الحالات أيضاً يمكن أن تسبب خدش في القرنية في ظهارة القرنية بالضبط أي الطبقة الخارجية منها فتفقد تماسكها مع الطبقة التي تليها أي غشاء بومان. الخدوش في القرنية تسبب ألم العين بشكل خفيف أو حاد التحسس من الضوء و الأحساس بوجود جسم غريب في العين.
هناك أكثر من عشرين نوع مختلف من حثل القرنية و يمكن تصنيفها في ثلاثة مجاميع بحسب الطبقة المتضررة.
يعتمد علاج حثل القرنية على نوع الأعراض و مدى خطورتها. عندما لا تظهر الأعراض فأن طبيب العيون هو من يقوم بمعرفة تطور المرض أثناء الفحوصات. في حالات أخرى بالأمكان أستخدام قطرات ,مراهم أو يمكن ايضاً المعالجة بالليزر.
معظم المصابين بحثل القرنية يعانون لاحقاً خدوش في القرنية و لأكثر من مرة. و هذا النوع من الأصابات يمكن علاجه عن طريق المضادات الحيوية أو القطرات المرطبة أو المراهم أو العدسات اللاصقة الطرية الخاصة من اجل حماية القرنية. أذا ما أستمر الخدش يمكن حينها أستعمال خيارات علاجية اخرى من مثل العلاج بالليزر أو تقنية كشط القرنية.
أما في الحالات الصعبة قد يصبح ضرورياً عملية زرع قرنية (رأب القرنية) عن طريق أستبدال نسيج القرنية المتضرر أو المعطوب بنسيج قرنية سليم و غير متضرر. في الوقت الحالي أصبح بالأمكان أجراء عمليات زرع قرنية جزئياً و التي يتم فيها أستبدال الجزء المتضرر فقط من القرنية و الأبقاء على الجزء السليم. و بهذه الشكل يمكن تحجيم المخاطر سواءً كانت أثناء العملية جراحية أو تلك اللاحقة كرفض الجزء البديل و كذلك تعمل هذه الطريقة على تسريع أستعادة الرؤية عند المريض. عند الأصابة بحثل بطانة القرنية (مثل مرض فوكس) فأن العلاج هو زراعة جزء من الطبقة الخلفية (أو رأب بطانية القرنية الخلفية)
على الرغم من أن زراعة القرنية تبقى الخيار الأخير في العلاجات المطروحة في هذه الحالة ألا ان التجارب أستدلت على كونها العلاج الأكثر نفعاً بالنسبة للمرضى ضعيفي البصر حيث يكون مرض حثل القرنية لديهم خطيراً و ضرره عميق بشكل واسع.
تواصل معنا أو احجز موعد لزيارة أحد الأطباء المتخصصين لدينا